مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر من 1 إلى 18 ديسمبر، يواصل المنتخب الجزائري تحضيراته الجادة لخوض المنافسات بأفضل جاهزية ممكنة. وفي هذا السياق، تحدث المدير الفني لمنتخب الجزائر، مجيد بوقرة، عن رؤيته الفنية للمستوى الذي ظهر به الفريق خلال المواجهتين الوديتين أمام منتخب مصر في القاهرة، وهي التجارب التي وصفها بالهامة والمؤثرة في تحديد ملامح القائمة النهائية.
أهمية التجربتين الوديتين أمام مصر
استهل بوقرة تصريحاته بالتأكيد على أن المعسكر الذي أقيم في القاهرة كان ناجحًا للغاية ومفيدًا على جميع المستويات، سواء للطاقم الفني أو للاعبين. وأشار إلى أن اختيار مواجهة منتخب قوي مثل مصر جاء بدافع الرغبة في خوض مباريات ذات مستوى عالٍ تسمح بتقييم العمل والاستعداد بالشكل المطلوب. وأوضح أن هذا النوع من المواجهات يعكس طبيعة التحديات التي سيواجهها المنتخب الجزائري في البطولة العربية، ما يجعلها بمثابة اختبار حقيقي لقياس الجاهزية وتصحيح الأخطاء.
وتابع بوقرة أن الهدف من إقامة هذا المعسكر كان تحديد النقاط التي تحتاج إلى تطوير قبل الدخول رسميًا في أجواء البطولة. فالمباريات الودية القوية، بحسب رؤيته، تمنح الجهاز الفني فرصة واضحة لاكتشاف الجوانب التي يجب تعزيزها، بالإضافة إلى الوقوف على مدى التزام اللاعبين بالنهج الخططي المطلوب.
قراءة فنية في أداء المنتخب المصري
أشاد بوقرة بالمستوى الذي قدمه المنتخب المصري خلال المواجهتين، مؤكدًا أن مصر لعبت بعدد من اللاعبين الذين سبق لهم الظهور مع المنتخب الأول، إضافة إلى سبعة لاعبين كانوا ضمن قائمة كأس العرب السابقة. وشدد على أن هذا ساهم في ظهور المنتخب المصري بصورة تكتيكية مميزة، خصوصًا في المباراة الثانية خلال الشوط الأول، حيث لاحظ انسجامًا واضحًا وحركية كبيرة وتبادلًا مستمرًا للأدوار في وسط الميدان، وهو ما جعل التحدي مفيدًا للغاية للمنتخب الجزائري.
تقييم أداء لاعبي الجزائر وإعداد القائمة النهائية
عبّر بوقرة عن رضاه الكبير تجاه الانضباط والتركيز اللذين أظهرهما لاعبو الجزائر خلال المباراتين. وأوضح أن الطاقم الفني عمل خلال حصص تدريبية مركزة على الجوانب التكتيكية، وأن اللاعبين استوعبوا التعليمات بالشكل المطلوب، مما انعكس على أدائهم داخل الملعب.
وأشار إلى أن الهدف من التربصات التحضيرية كان منح الفرصة لجميع اللاعبين قبل الإعلان عن القائمة النهائية، مؤكدًا أن الفريق خاض مواجهتين أمام فلسطين ومصر تم خلالهما إشراك جميع العناصر المتاحة حتى لا يشعر أي لاعب بالظلم أو يتم اتخاذ قرارات متسرعة.
ورغم ذلك، أبدى بوقرة امتعاضه من لوائح البطولة التي تفرض قيد 23 لاعبًا فقط، في حين تسمح مسابقات مثل كأس إفريقيا باختيار 28 لاعبًا، معتبرًا أن هذا القرار غير مفهوم ويضع الأجهزة الفنية في مواقف صعبة.
الدروس المستفادة من الهزائم وأهمية التطوير
اختتم بوقرة تصريحاته بالتأكيد على أن الهزائم قد تكون أحيانًا أكثر فائدة من الانتصارات، لأنها تكشف نقاط الضعف التي تحتاج إلى معالجة. وأوضح أنه خرج بدروس مهمة من المباراتين الوديتين، وأن الفريق سيواصل العمل من أجل الوصول لأعلى مستوى ممكن قبل انطلاق كأس العرب. وأكد أن استبعاد بعض اللاعبين لا يعني أنهم خارج المستوى، بل إن الاختيار يخضع لاعتبارات فنية دقيقة، مؤكدًا في الوقت نفسه رضاه الكامل عن مستوى اللاعبين خلال فترة الإعداد الأخيرة.