شهدت الساحة الرياضية المصرية جدلًا واسعًا بعد التصريحات التي أدلى بها حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، والتي تحدث خلالها عن الفارق في تعامل الجماهير والإعلام مع المدربين الوطنيين مقارنة بالمدربين الأجانب. هذا الجدل دفع المدير الفني السابق للمنتخب الأولمبي روجيرو ميكالي للرد عبر بيان رسمي نشره على حساباته، معبّرًا عن رأيه تجاه ما جاء في تصريحات حسام حسن، ومؤكدًا أن الكفاءة هي المعيار الحقيقي لنجاح أي مدرب بغض النظر عن جنسيته.
خلفية التصريحات وانتقادات حسام حسن
كان حسام حسن قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل عقب مباراة منتخب مصر الودية أمام كاب فيردي، حيث انتقد ما اعتبره تعاملاً غير عادل من الجماهير والمحللين. وأوضح أن المدربين الأجانب كانوا يحظون بصبر ودعم أكبر، بينما يتعرض هو لانتقادات كبيرة رغم اجتهاده ومحاولاته لتجربة لاعبين جدد مثل محمد شحاتة، أسامة فيصل، ومصطفى شوبير. وأشار إلى أن الضغوط المتزايدة من الجمهور والإعلام، إضافة إلى دور السوشيال ميديا، خلقت بيئة صعبة للمدرب الوطني، مؤكدًا أنه سيواصل العمل بالطريقة التي يراها مناسبة لأنه يعمل بدافع حب الوطن.
رد ميكالي وتوضيح وجهة نظره
في المقابل، أصدر روجيرو ميكالي بيانًا مطولًا أكد فيه أن تصريحات حسام حسن لم تكن موفقة، خاصة بعد أن ذُكر اسمه ضمن سياق الحديث عن المدربين الأجانب. واستغل ميكالي الفرصة لتذكير الجماهير المصرية بسجله المهني، مشيرًا إلى أنه أول مدرب يحقق ذهبية أولمبية مع المنتخب البرازيلي، وأنه ساهم في تطوير لاعبين كبار مثل رافينيا، جابرييل جيسوس، باكيتا، وريتشارليسون، إضافة إلى قيادته لنيمار خلال واحدة من أفضل فتراته.
كما أشار إلى تدريبه أندية كبيرة مثل الهلال السعودي وأتلتيكو مينيرو، مبرزًا أن خبرته ليست وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة نجاحات متواصلة. وتحدث كذلك عن تجربته مع منتخب مصر الأولمبي، حيث وصل بالفريق إلى نهائي بطولة أمم إفريقيا تحت 23 عامًا، وقدم أداءً مشرفًا في الأولمبياد بعدما هزم منتخب إسبانيا وحقق المركز الرابع. وذكّر بأن ثمانية لاعبين من فريقه تمت ترقيتهم إلى المنتخب الأول بفضل مستواهم وليس بقرار مجاملة.
الكفاءة أم الجنسية؟ وجهة نظر ميكالي
أكد ميكالي أنه يختلف تمامًا مع فكرة التفريق بين المدرب المحلي والأجنبي، مشددًا على أن الكفاءة هي الفيصل في عالم كرة القدم. واستشهد بأمثلة قوية مثل تعيين كارلو أنشيلوتي مديرًا للبرازيل، وتوماس توخيل لإنجلترا، وبوكيتينو للولايات المتحدة، معتبرًا أن العالم أصبح أكثر اعتمادًا على الجودة بغض النظر عن الجنسية.
كما أوضح أن راتبه خلال فترة تدريبه في مصر كان متوافقًا مع سيرته الذاتية، كما يحدث في أي سوق عمل عالمي، معتبرًا أن ذكر اسمه من قبل حسام حسن هو اعتراف غير مباشر بقيمة العمل الذي قدمه مع منتخب مصر الأولمبي.
استمرار الجدل
هذا السجال بين ميكالي وحسام حسن يعكس الصراع القديم بين فكرة الاعتماد على المدرب الوطني أو الأجنبي، لكنه يفتح في الوقت نفسه نقاشًا مهمًا حول معايير تقييم المدربين. وبينما يرى حسام حسن أن الدعم للأجانب مبالغ فيه، يؤكد ميكالي أن الجودة هي ما يجب أن يحدد الأفضلية. الجدل مستمر، والجمهور بين الآراء منقسم، لكن الواضح أن الطرفين يتفقان على هدف واحد: تطوير الكرة المصرية ورفع اسم المنتخب في المحافل الدولية.